الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
ويتناكحون قال هم أجناس فأما الذين هم خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون ومنهم أجناس يأكلون ويشربون ويتناكحون ويتوالدون ويموتون ومنهم السعالى والغول والقطوب وأشباه ذلك فهذا وهب بن منبهقد قال ما ترى والله أعلم.ولأهل الكلام وغيرهم أقاويل في إدراك الجن بالأبصار .وفي دخولهم في الإنسان هل هم مكلفون أو غيرمكلفين ليس بنا حاجة إلى ذكر شيء من ذلك في كتابنا هذا لأنه ليس بموضع ذلك وهم عند الجماعة مكلفون مخاطبون لقوله تعالى: {يا معشر الجن والأنس} و قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} وقوله: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} وقوله: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} ولا يختلفون أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول إلى الإنس والجن نذير وبشير هذا مما فضل به على الأنبياء أنه بعث إلى الخلق كافة الجن والإنس وغيره لم يرسل إلا بلسان قومه صلى الله عليه وسلم.ودليل ذلك ما نطق به القرآن من دعائهم إلى الإيمان بقوله في مواضع من كتابه: {يا معشر الجن والأنس} والجن عند أهل الكلام وأهل العلم باللسان ينزلون على مراتب فإذا ذكروا الواحد من الجن خالصا قالوا جني فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس قالوا عامر والجمع عمار وإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا أرواح فإن خبث وتعرم فهو شيطان فإن زاد على
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 117 - مجلد رقم: 11
|